قصص وعبر| دموع زوجة.. شوفته «بيبوس» جزمتها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اشتدت بالزوجة الحيرة، وعصف بها قلق هائل جعلها فريسة الأفكار تنازعها وتتقاذف بداخلها لتبدو مثل الريشة في مهب الريح تهوى في خضم من التساؤلات، حتى أطلقت صرخة مكتومة كادت أن تمزق لها حنجرتها من شدة الحزن وخيبة الأمل في زوجها، واتخذت القرار بالخلع منه.

وقفت الزوجة داخل محكمة الأسرة، قوامها الفارع، وملامح وجهها المصري الأصيل يعطيان تقديرا أكبر لسنها، عيناها مرهقتين غائرتين، تستولي عليها حالة مريرة من الحزن والغضب، وما إن تردد على مسامعها صوت الحاجب يدعوها للدخول سارت وكأنها تجر خلفها أيام لم تحصد منها غير أسى وجراحات.

امتدت أصابعها تمسح دموعها التي انسابت كالمطر، وبصوت ضائع قالت: لقد أحببت زوجي بعد قصة حب أسطورية بالرغم من اعتراض أسرتي، اعتقدت بعد زواجنا بأنني أميرة متوجة وتوقفت الأرض عن الدوران، وعقارب الأزمان، وأطلقت سراح كل الأسرار بحبي له قولا وفعلا، وكان الليل كالأنوار متمنية أن يشعر بي ويحميني قلبه من الأخطار، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حينما ظهرت في حياتنا فتاة جامعية تقيم مع جدتها في الشقة المقابلة لنا، ونرتبط بهم بعلاقة طيبة وليست متعمقة، ومنذ ظهورها تسلل الشك بداخلي من تصرفاته الغريبة والعجيبة، بدأ يخلو إلى نفسه ويميل إلى الوحدة كالذي يحب معذبا من طرف واحد، وإذا شاهدها يطيل النظر إليها ولا يريد الابتعاد عنها أو الاقتراب منها، ولا اعترافه بحبه الصامت لها.

أجهشت الزوجة في البكاء بمرارة وحزن قائلة: بعد زواج دام ٨ سنوات كنت له الصديقة وكل شئ، وأنجبت طفلين هما كل حياتي، ففي أحد الأيام تحجج للنزول لشراء سجائر بالرغم من وجود سجائر بغرفته، وهرول مسرعا وأغلق باب الشقة بسرعة، لاحقته وسابقت ساقاي الرياح، ونظرت في العين السحرية لباب شقتي فوجدته يمسك حذاء الفتاة «جزمتها» حيث اعتادت أن تتركه خارج شقة جدتها ويقوم بتقبيله بطريقة جنونية، ويحتضنه، ويطلق تأوهات ثم أخرج من جيبه مبلغا من المال ووضعه داخل الحذاء.

لم أتحمل المشهد، وشعرت بنيران ملتهبة تسري في عروقي كسريان النيران في الهشيم من هول المفاجأة، وبدأ اليأس يدب في قلبي ويزعزع كياني، حاولت التماسك وامتلاك أعصابي أمام طفلي الصغيرين لحين عودته، وما إن واجهته بما رأيت تصرفه الغريب وأوجه له اللوم على فعلته، فوجئت به يخبرني وببرود شديد غير مبال بمشاعري وكرامتي التي يهدرها قائلا: بصراحة أنا مش عارف حبتها أزاي ومش قادر ابعد عنها، ومش عايزك تسيبيني وتفضلي معايا.

كانت كلماته بمثابة طلقات من الرصاص تستقر بين أضلعي، وطلبت منه الانفصال لكنه ترك المنزل في محاولة لأن تهدأ الأمر وإعطائي وقت للتفكير مرة أخرى حفاظا على عش الزوجية لكنني حسمت الأمر بعد تفكير عميق وجئت لرفع دعوى خلع منه فهو لا يستحق حبي له ولم يقدر مواقفي بجانبه.

ومازالت الدعوى منظورة أمام المحكمة.